حيت الهاشميين على حنكتهم السياسية
ماجدة الرومي: "اتركوا الدين لله... والبلد للكل مش لحدا"
نحن شعب برسم الموت وفيروز لبنان في المنفى..
"اسرائيل" مسؤولة عن كل ما يحدث..
"... لبنان للكل, مش لحدا, هذا بيت الكل, مش لهدول ولا لهدول, الكل رايح, وبيبقى لبنان, وكل واحد مسؤول عن عمله وفعله, وسيحاسبه الله, اتركوا لبنان بحالو, اتركونا نعيش شويه, نحلم شويه, نحب, اتركوا لبنان.. هذا بيت الكل.. لبنان للكل.."
بهذه الكلمات النازفة, ومشاعر باكية, وجهت أرزة لبنان ماجدة الرومي رسالتها الى كل المسؤولين عن الدمار الذي يحرق لبنان منذ أيام مطالبة اياهم أن يتخطوا الأزمة ويجلسوا على طاولة المفاوضات ليتفقوا على سياسة البلد,, وينهوا النزاعات المستمرة منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما, فمن حق اللبنانيين أن يعيشوا بحب وسلام وأمن..
ابدت ماجدة الرومي التي أطلت بثوبها الأسود في "العراب", وعُرض أمس الأول, مخاوفها أن تدور رحى الحرب بين المسلمين والمسيحيين بعد المجازر التي وقعت بين السنة والشيعة والتي ما زالت مستمرة حتى اللحظة.
لبنان بلد الحب
وقد حلت الرومي ضيفة البرنامج بعد اعتذار الممثل الأردني ياسر المصري والفنانة الاماراتية أحلام بسبب أوضاع الحرب, وصممت الرومي أن تشارك رغم تحذيرات أهلها وأصدقائها خوفا عليها, الا أنها تحدت الأوضاع مقررة أن تعلن عبر البرنامج أن ما يحدث هو ضد الانسانية والحب والأحلام, وأنها تحمل رسالة حب كما يحملها لبنان الى العالم لأنها كما تقول :" أكتر شيء بفهمو في سياسة لبنان اني ما بفهم سياسة لبنان.. ولست مع اي حدا..كيف أعيش بنص قلب أو نص جسد.. أنا مع لبنان.. ولا أحمل خطابا سياسيا.. أنا أتحدث كمواطنة تخاف على وطنها وأرضها..أنا هنا اليوم لأنقل رسالة كل اللبنانيين أننا نحب لبنان, وهو للجميع " مشيرة أن الشعب اللبناني لم يهدأ منذ 1975 والسكين تلاحقه وتقتل أحلامه وأمانيه. وقد آن الأوان أن يعيشوا الحياة كما يفترض أن تعاش, ورغم أن ما يحدث ليس جديدا الا انها تأمل في تخطي الأزمة لأن اللبنانيين هم أهل الحياة.. وطالما أننا على قيد الحياة, فيجب أن نعيشها لا أن تحسب علينا. قائلة :"نحن نتحايل على الحياة.. بدنا نسرق قطعة من السما.. نقطف وردة.. بدنا نسمع صوت عصفور.. حتى الطيور هجرتنا والشجر مات.. وما عدنا نعرف كيف نعيش."
وأبدت استياءها من اليأس الذي رأته في عيون اللبنانيين في الايام الماضية مؤكدة ان لبنان سيتخطى هذه الأزمة وسيقبل على حياة جديدة آمنة. داعية الجميع أن يعمل لأجل هذا البلد الكبير.
يجب أن تتوقف الحرب
وقالت صاحبة الأغاني السياسية الرائعة.."بيروت ست الدنيا.. سقط القناع.. ماراح تخلص.. سيدي الرئيس..": يجب أن تتوقف الحرب, ويفهم الجميع أن هذا البيت للجميع, وليس لطائفة او مذهب معين.. وعليهم أن يستفتوا ضمائرهم, لأن التاريخ سيقول كلمته, فشارون سيبقى جزار صبرا وشاتيلا وسيحاسبه التاريخ والرب, وتشرشل الذي يعد رمزا لشعبه سيبقى كذلك أمام التاريخ ويوم الحساب.. على الجميع أن يقف امام نفسه ويسأل.."ماذا اقترفت يداي.." أين ضمائركم.. وماذا يقولون للرب وهم الذين اؤتمنوا على أرواحنا ودمائنا.." وعندما طلب نيشان معد البرنامج ومقدمه أن توجه كلمة للذين يحملون السلاح في الشوارع. قالت: "دعني أسأله.. كيف تنام الليل ويديك مليئة بدم اخوانك.. هل حاسبت نفسك.. هل نمت جيدا.. ماذا ستقول لربك غدا.. الجرح اللبناني ينزف, وعلاقتنا يجب أن تكون للبنان لا للرجال أو الكراسي, لبنان جرح عربي مثل العراق وفلسطين, لم نعد نشعر بالألم والحزن, اعتدنا على سماع عدد القتلى والجرحى يوميا من دون أن نحرك ساكنا.. أين الضمير.. أين الانسانية.. صدقا انني قلقة على البلاد العربية الآمنة.. وكم أتمنى أن تبقى في أمن وسلام وطمأنينة "
"اسرائيل" مسؤولة عما يحدث
وتابعت الرومي قائلة:"العالم شاهد على ما يحدث ولا يفعل شيئا.. لقد شاهدت قبل عدة أيام طفلة مذبوحة في حضن أمها في غزة وعرضت الصورة على جميع المحطات ولم نتحرك.. ترى لو كان الطفل "اسرائيليا" هل تسكت "اسرائيل"? لا أعتقد.. بل ستجعل من الطفل قصة مريرة لثلاثمئة سنة مقبلة.."اسرائيل" مسؤولة عما يحدث. فمنذ أن وطأت أرض فلسطين واحتلتها ومشاكل الشرق الاوسط مستمرة ولن تنتهي طالما هذا الكيان باق في وطننا العربي.
نحن حقل تجارب
وتحدثت الرومي في ساعتين ونصف الساعة عن شوقها وحبها للبنان عندما كانت طفلة صغيرة تعيش في قريتها موضحة ان لبنان زمان هو لبنان الذي تحبه " كيف بدكم اقتنع أن جيراني اللي كانوا حولي وأنا صغيرة هلاّ صاروا أعدائي.. زمان كان الكل مع بعض.. جيران مسلمين.. دروز وسنة وشيعة.. والكل بيحب الكل ما في كره ما في تعصب لدين أو طائفة.. لبنان تغير مش زي ما كان.. اتركوا الدين لله والبلد للكل" وأضافت لقد أصبحنا مخدرين بالموت..شعب برسم الموت. حقل تجارب كما يحدث في أوروبا عندما يقومون بتجارب على الفئران والحيوانات.. وردت على عماد الدين أديب حين تحدث معها هاتفيا عندما كانت في الجزائر.. هل ستذهبين الى لبنان أجابت نعم فقال لها:هل ستذهبين من بلد مليون شهيد الى بلد الشعب الشهيد. "
وعن رأيها في رئيس لبنان المقبل قالت:" أتمنى أن يأتي على لبنان شخصية تاريخية يعلق مشانق لكل من يعبث بهذا الوطن ونخلص منهم ولن أسأل عن دينه أو مذهبه.. هذه بلد الأبرار والقديسين.. ونحن بحاجة الى من يعمل لأجل لبنان فقط. بلد اللوز والصنوبر"
الهاشميون قدموا الكثير لبلدهم
ولدى سؤالها عن رؤساء الدول العربية وماذا قدموا لأوطانهم.. أعربت الرومي عن اعجابها الشديد بالملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي بذل مساعيه للحفاظ على رقعة هذا الوطن العزيز في ظل الأخطار المحدقة به. فرغم أنه بلد صغير المساحة الا ان حنكة الهاشميين السياسية عملت على حفظ هذا الوطن وجنبوه ويلات الحرب, وهذا ما تؤكده السلالة الهاشمية التي تسعى باقتدار لحمايته من كل الاهوال لا سيما أن موقعه دقيق وخطير ومحفوفا بالكثير من المخاطر. وأثنت على آل نهيان الذين يعملون لأجل وطنهم وقطر التي تعمل على تعزيز دور المرأة وكذلك آل سعود الذين وقفوا الى جانب لبنان ولم يتخلوا عنه قط. اضافة الى بلاد المغرب العربي الذي تتمنى لهم دوام التقدم والازدهار ومصر حاضنة الفن العربي.. وعن سورية والراحل حافظ الأسد وبشار أجابت:"يكفي السوريين فخرا ان لا أحد يستطيع الاقتراب من هذا البلد المحصن المنيع.. هل يستطيع أحد التدخل في سياسة هذا البلد الكبير, لا أعتقد, لان السوريين لا يسمحون بذلك.."
فيروز دولة بحالها
وعن دور الأغاني الوطنية في ظل الأحداث التي نعيشها قالت الرومي :" هناك أغان وطنية مهمة وجميلة لفنانين كبار.. مثل لبنان قطعة من السما لوديع الصافي التي تبكيني كلما سمعتها. وكذلك جوليا ودويتو ملحم بركات ونجوى كرم.. وهي أغنية وطنية جميلة, فملحم بركات أستاذ ونجوى شمس الغنية, والعمل جميل جدا.. والأغنية الوطنية ليست مجرد كلمات, يجب أن تكون نابعة من القلب حتى تصل الى القلب.. الكلمة تكتب على الورقة, لكن عملية ايصالها لا تتم اذا لم يحس بها المغني..
وعن جارة القمر..ولماذا لا تتشاركان في عمل وطني... قالت الرومي:" فيروز دولة بحالها.. وهي ليست بحاجة لي. فيروز لبنان في المنفى.. وكلما سمعتها تغني كأنها تفتح ألبوم صور في رأسي, أقلب الذكريات وكل ما هو جميل في حياتنا. فيروز تحملني الى رؤية بصرية أعيشها بكل جوانحي.. تربينا على صوتها وحلمها. ومن يُرد أن يعرف لبنان عليه أن يستمع اليها ليدرك كيف هو لبنان.. وكما هو معروف فقد احتضنها والدي حليم الرومي وأطلق عليها فيروز لملائكية صوتها..وقدمت أول دويتو مع والدي.. أحب كل أغانيها مثل سهار وزعلي طول أنا وياك.." ورفضت أن تغني موضحة أنها جاءت اليوم لتعلن عن موقفها السياسي, ووعدت نيشان أن تكون معه في حلقة خاصة تغني فيها كما تحب لكنها لن تغني في هذه الأجواء. ولم تقدم الرومي الا "نبع المحبة " و" عم بحلمك يالبنان.. انت الهدايا باللعب.."
وتم عرض أكثر من ريبورتاج تحدثت فيه الرومي عن أملها أن يكون لبنان دوما بلد الحب والسلام, كما عرض كلمتها التي ألقتها في تأبين جبران خليل جبران وانتقدها الكثيرون في ذاك الوقت, وكذلك مقتطفات من تأبين بيير الجميل.
الاعلام يتحمل مسؤولية شحن الجماهير
وعن علاقتها بالاعلام, بينت أن الاعلام يتحمل مسؤولية كبيرة امام الله على ما يفعلون. فبدل أن تقوم المؤسسات الاعلامية بتهدئة الوضع الا ان معظمها يعمل على شحن الناس. وهذا بحد ذاته مجزرة وتابعت : دعني أقول.. هل يعقل ان بلدا مثل لبنان يكون فيه أكثر من عشرين محطة.. رسالة الاعلام ليست بالشيء البسيط.. وهناك من يشحن الناس لأجل مسؤولين كبار.. اين يذهبون من عقاب الله.. انهم مسؤولون عن كل ما يحدث.. وهذه بطبيعة الحال "سياسة اعلامية.."
وعندما سئلت عمن يمثلها في المحافل الدولية أو العالمية: قالت: "من يمثلني هو من يحكم البلد, ونحن بانتظاره والذي يتفق عليه الشعب.. ولن اختلف عمن يستلم سدة الحكم بغض النظر اذا اتفقت معه أم لم أتفق.. الأهم أن يعمل لأجل لبنان.."
وفي نهاية الحلقة رفعت يدها وأقسمت أنها كمواطنة تحلم بلبنان الحب والجمال وان رسالتها هي الحب مثل الأم تريزا التي ترى فيها مثلها الأعلى.. فالحب والعطاء لا ينتهيان طالما هناك من يحب على هذه الكرة الأرضية.. وانها لم تخلق الا لتحمل هذه الرسالة..ولا تقف مع أحد ضد أحد. وعلى الجميع أن يحترم الآخرين ويفسح له المجال ليعيش هذا البلد في سلام.. واننا بشر, وعلينا أن نتحدث باسم المحبة لا المال والروح لا الجسد الذي تكفر به اذا لم يدخل لعبة الحب, لأن بهذه الطريقة يصبح الجسد رخيصا.. والروح هي التي تخلق الحب لا الجسد.. وأن تكون الانسانية عنواننا.. والجمال والحب غاية كل انسان على هذه الأرض
وكان نيشان قد قدمها في بداية الحلقة بأنها أرزة أفريقية شامخة جاءت لتلطف الأجواء, والصوت الجميل في بيت الأحزان ومن العمالقة الذين وقفوا ولم يركعوا.. وصممت أن تشاركهم الليلة لتصلي للبنان..
الإثنين مايو 19, 2008 8:11 am